recent
أخبار ساخنة

نبدة عن فن "الدرست"

الصفحة الرئيسية
 -فاطمة

يتميز إقليم كلميم بتلاقح ثقافات قبائل أمازيغية وصحراوية وعربية استقرت بالمنطقة،ساهمت بشكل كبير في إغناء الموروث الفني في الجنوب الشرقي للمملكة،

فن الدرست من التراث الغنائي الشعبي المتنوع، الذي تحرص قبائل المنطقة على إحيائه في المناسبات الدينية والوطنية وفي الأعراس، فسيفساء للوحات شعرية غنائية ورقصات تثير إعجاب الناظرين وتعكس تقاليد وعادات المنطقة.


فن "الدرست" عبارة عن حوارات شعرية مرتجلة ل"الروايس"، وإيماءات جسدية للمجموعة الفنية تتراوح بين الارتعاد والانحناء والاستدارة والتلويح والضرب بالأرجل والتصفيق في تناغم مع موسيقى فريدة ووسط زغاريد النساء التي تهلب الأجواء في لحظات تفاعل وجداني متصاعد

 فن “الدرست” وهو  فن خاص بالرجال فقط، ويتم تقديم رقصة درست في الحفلات والأعراس والأعياد الدينية يجمع بين الحركة والنغمة حيث يصطف اللاعبون في صف واحد ويسمون ب “امحوشن” أو “امهضرن” في ساحة واسعة تسمى “أسايس” أو “أبراز”، أما اللباس فهو موحد ويتكون أساسا من جلباب أبيض، الرزة (العمامة)، إدوكان (البلغة) و الكميث (الخنجر)،ويتوسط الصف يدعى “أمسيس” أي رئيس الفرقة ويتولى توزيع الكلمات على يمين ويسار الصف، و يقوم  أيضا بتنسيق حركات “إمحوشن”. وتحاول المجموعة أداء الكلمات في انسجام وتناسق مما يعطي للوحة فنية رائعة سواء من ناحية الإيقاع أو من ناحية رقص  “إمحوشن” و عند انتهاء  “تمدياست” يقطع  “إمحوشن” الصوت ويكتفون بأداء الحركات، في حين يتدخل أصحاب المزامير بألحانهم المناسبة لضربات الدفوف والطبل



 فإن "الدرست" خطاب فني يلقيه "الروايس" ليفيد المستمع ويأخذ منه العبرة والدرس، وكلما كان هذا الفن الشعبي يجمع بين جمال الشكل والمضمون فإنه يظل محفورا في الذاكرة الشعبية ويتذكره الناس باعتزاز، ويغدو ملهما للأجيال المتعاقبة.
إن تعليم فن "الدرست" للأجيال يقتضي الوعي بأهمية هذا الفن كموروث ثقافي يختزن ذاكرة شعبية حية تجسد علاقة القبيلة بأفرادها وبالأرض والقبائل المجاورة، وتدوين الذاكرة الشفهية وتحويلها إلى ذاكرة مكتوبة واستثمار هذا الموروث الثقافي في التنمية الشاملة واقتصاد المعرفة بعيدا عن كل نظرة فولكلورية اختزالية.
google-playkhamsatmostaqltradent