يتميز إقليم كلميم بتلاقح ثقافات قبائل أمازيغية وصحراوية وعربية استقرت بالمنطقة،ساهمت بشكل كبير في إغناء الموروث الفني في الجنوب الشرقي للمملكة،
يعتبر فن أحواش أب الفنون الأمازيغية وأعرقها،يطلق لفظ "أحواش" و الذي يعني الغناء على الرقص الجماعي بجميع أشكاله ،
و كلمة أحواش مشتقة من الفعل الأمازيغي “حش” أي أرقص، و”أرئتحوش” بمعنى يرقص.. كما تدل أيضا كلمة “أحواش” على الحائط الذي يحيط بالبيت أو البستان وهو جمع حوش، ومدلول الكلمة أن “أحواش” هو إحاطة الراقصين والراقصات بمكان الرقص الذي يسمى ب “أسراك” أو “أسايس”.
يرتدي المشاركون في أحواش زي الحفلات و الأعياد المميز للقبيلة، فالرجال يلبسون الجلباب الوطني و القميص (تشامير) و البرنس و العمامة البيضاء و يتقلدون الخنجر الفضي، و" أقراب" ( المحفظة الجلدية المزركشة بالحرير ) بينما تتزين النساء بالحلي التقليدية التي تتكون عادة من القطع الفنية المسبوكة و كريات اللوبان
ومن المعلوم أن أحواش رقصة جماعية رائعة يشارك فيها عدد كبير من الراقصين والراقصات. ولا تبدأ هذه الرقصة الفلكلورية إلا بعد إلقاء بعض الأبيات الشعرية ( أمارگ) من قبل شاعر الفرقة "أنظام" أو من مجموعة من الشعراء " إنظامن "بشكل متناوب،
وقد تتخذ رقصة أحواش تنظيما صفيا في شكل مستقيم طويل، وقد تتبعثر الفرقة الراقصة لتتخذ أشكالا إلتوائية أو دائرية متداخلة متقاطعة أو متقابلة،
"الدرست"
التي تعتبر بمثابة منتدى شعري يلتقي فيها عشاق الكلمة الراقية ويمتزج فيها اللحن والكلمة والإيقاع والرقص الجماعي وتنفجر فيها الإبداعات التي تتطرق لكل قضايا الحياة.
"أجماك"
أحواش البنات الذي يستقطب هواة فنون أحواش بقوة نظرا لأبعاده الجمالية والفنية حيث ترتدي فيها الفتيات اللواتي يصطفن في صف واحد ويرتدين أجمل ما يملكن من ملابس وحلي ومجوهرات و يرددن أشعار تتميز بالدقة والشاعرية يواجهن بها أقوى الشعراء بالمنطقة.
إن تعليم فن "أحواش" للأجيال يقتضي الوعي بأهمية هذا الفن كموروث ثقافي يختزن ذاكرة شعبية حية تجسد علاقة القبيلة بأفرادها وبالأرض والقبائل المجاورة، وتدوين الذاكرة الشفهية وتحويلها إلى ذاكرة مكتوبة واستثمار هذا الموروث الثقافي في التنمية الشاملة واقتصاد المعرفة بعيدا عن كل نظرة فولكلورية اختزالية.